مصطفى محمد- الغياب عن مباراة نانت بسبب القيم والمعتقدات

المؤلف: محمد صديق (القاهرة)09.04.2025
مصطفى محمد- الغياب عن مباراة نانت بسبب القيم والمعتقدات

أثار مصطفى محمد، المهاجم المحترف في صفوف نادي نانت الفرنسي لكرة القدم، عاصفة من الجدل والاستقطاب بعد إعلانه عن الأسباب الكامنة وراء غيابه عن المباراة التي جمعت فريقه بمونتpellier في ختام منافسات الدوري الفرنسي لهذا الموسم.

ويعود هذا الغياب تحديداً إلى المشاركة في فعاليات مبادرة الدوري الفرنسي السنوية المخصصة لدعم حقوق مجتمع الميم، والتي تتضمن إلزام اللاعبين بارتداء قمصان موشحة بشعارات ترمز إلى مؤازرة هذه القضية.

وقد أثار القرار الذي اتخذه اللاعب المصري ردود أفعال متباينة ومتضاربة، إذ أبدت إدارة نادي نانت وعدد من المنابر الإعلامية الفرنسية امتعاضها الشديد واستياءها العميق من هذا القرار، في حين لاقى استحساناً ودعماً من قبل شريحة أخرى من الجماهير عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

وفي بيان مطول نشره اللاعب عبر حسابه الشخصي والرسمي على خاصية الإستوري بإنستغرام، قدم مصطفى محمد توضيحاً مفصلاً وشافياً للأسباب الدافعة وراء قراره، مؤكداً أنه لم يكن يسعى إطلاقاً إلى إثارة أي نوع من الجدل، ولكنه أحس بمسؤولية تملي عليه ضرورة شرح موقفه وتبيان وجهة نظره، وقال: «لقد اتخذت قراراً بعدم المشاركة في مباراة فريقي نانت ضد مونبلييه التي كان من المقرر إقامتها يوم السبت، وذلك لأسباب شخصية بحتة تتصل وتتماشى مع قيمي ومعتقداتي الراسخة والعميقة».

وأضاف قائلاً: «أنا أؤمن إيماناً قاطعاً بأهمية الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف، سواء تجاه الآخرين أو تجاه الذات، وهذا القرار يعكس بكل صدق وإخلاص مدى تمسكي بما أؤمن به، دون أن تكون لدي أي نية للحكم على آراء الآخرين أو رفضهم».

واستطرد اللاعب المصري، البالغ من العمر 27 عاماً، قائلاً: «إن كل إنسان فينا يحمل في طياته خلفية ثقافية وتاريخية فريدة ومختلفة عن غيره، وأرى أن التعايش السلمي الحقيقي يكمن في قبول هذا التنوع الثري واحتضان تعبيراته المتباينة، وقراري هذا ليس بأي حال من الأحوال رفضاً لشخص أو فئة معينة، بل هو مجرد تعبير صريح عن هويتي وقيمي المتأصلة التي تشربتها منذ نعومة أظفاري».

واختتم بيانه بالتعبير عن أمله العميق في أن يُقابل قراره هذا بالتفهم والتقدير والاحترام، داعياً الجميع إلى التحلي بالهدوء والاتزان في التعامل مع هذا الموقف الحساس.

وجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها اللاعب المصري موقفاً مماثلاً، إذ سبق له أن تغيب عن مباراة فريقه في عام 2023 ضد تولوز، وكذلك ضد موناكو في عام 2024.

وقبل عامين، دون اللاعب عبر حسابه في منصة إكس: «بالنظر إلى جذوري العميقة وثقافتي الغنية وإيماني الراسخ بقناعاتي ومعتقداتي، لم يكن بمقدوري على الإطلاق المشاركة في هذه الحملة»، وقد أدى هذا القرار في ذلك الحين إلى توقيع النادي عقوبة مالية عليه.

ووفقاً لمصادر مطلعة ومقربة من إدارة النادي، فإن الأخيرة تدرس حالياً وبتمعن التداعيات المحتملة لقرار مصطفى محمد، لا سيما في ظل الوضع الحرج الذي يعيشه الفريق في جدول ترتيب الدوري.

إذ يحتل نانت حالياً المركز الخامس عشر في ترتيب الدوري الفرنسي برصيد 33 نقطة، بفارق ضئيل لا يتعدى النقطتين فقط عن مراكز الهبوط المهددة، مما يجعل مباراة مونبلييه ذات أهمية قصوى وحاسمة لضمان بقاء الفريق في دوري الأضواء.

تجدر الإشارة إلى أن مصطفى محمد قدم أداءً لافتاً ومتميزاً هذا الموسم، حيث تمكن من تسجيل 6 أهداف وصنع هدفاً واحداً في 32 مباراة خاضها، مما جعله أحد الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب أنطوان كومبواريه.

ومع ذلك، فإن هذا القرار قد يعرضه لمواجهة غرامة مالية أو عقوبات تأديبية من قبل النادي أو رابطة الدوري الفرنسي، كما حدث في حالات مماثلة في المواسم السابقة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة